أخطاء لا يغفرها المتابعون للمواقع التقنية - عرب سوفت

أخطاء لا يغفرها المتابعون للمواقع التقنية



لم أدّع يوماً بأننى كاتب مبدع ، أو أن لي خبرات جمّة في عالم التدوين..الحقيقة أن أفضل ما في التدوين هو أنّه يتيح للجميع التواصل بأرائهم مع جمهور عريض بطريقة عفوية ، دون الحاجة الى خبرات سابقة ، ودون فرض أي قيود من أي نوع ، تطال المدوّن أو القارئ ..لكنها فقط تحتاج إلى بعض الأساسيات التى ترتكز عليها.


وبصفتى قارئ نهم لكل ماهو جديد في عالم التقنية والتطبيقات المختلفة ، استطعت من خلال متابعتى الطويلة لعدد كبير من المواقع والمدوّنات ؛ أن أكوّن ملاحظات مهمة تعطيني انطباعاً عاماً عن مدى جدّية المواقع التى أتابعها عن كثب ، وهل تستحق الإستمرار في متابعتها أم لا؟

سأركز هنا على الأخطاء الأبرز التى تقع فيها بعض المواقع التقنية بالتحديد ، بعيداً عن الأخطاء العامة الشائعة التى يعرفها الجميع ..والتى تركز بالضرورة على ( شكل الموقع – التفاعل بين الموقع والزوّار – حجم الإعلانات في الموقع إلخ ..)..وكلها نقاط هامة بالفعل ، ولابد أن تضعها المواقع في حسبانها..إلا أننى سأركز هنا على الأخطاء القاتلة ..الأخطاء التى من الصعب جداً أن يغفرها زوّار المواقع التقنية تحديداً.

الخطأ الأول : محتوى قديم مكرر

الزائر الذي يتابع المواقع التقنية هدفه الأول هو معرفة آخر وأحدث المستجدات فى عوالم التكنولوجيا والتطبيقات..هذا لا ينفي طبعا إمكانية التطرق لمواضيع جانبية ” ذات صلة “..ولكن من المستحيل أن نكون في العام 2012 ، وأنت تحدّثني عن تكنولوجيا معروفة ظهرت فى العام 2008 لمجرّد أنها أعجبتك شخصياً ، وتتحدث عنها كأنها خبر جديد ..في هذه الحالة يفقد القارئ الثقة تماماً بالموقع ومؤسسيه ، ويلتفت الى مواقع أخرى.

يقع ضمن هذا الخطأ أيضاً أن يستهلك الموقع خبراً قُتل بحثاً وانتشاراً على المواقع الاخرى…تخيّل مثلاً ان يقوم موقع تقني شهير بوضع خبر نعي ستيف جوبز مؤسس شركة أبل كخبر رئيسي ، بعد وفاته بأسبوع كامل ؟!

الخطأ الثاني : جدول زمني غير منتظم

الحقيقة ان هذا لا ينطبق فقط على المواقع التقنية ، بل يتسع ليشمل كافة المواقع الأخرى ذات الصفة التفاعلية مع القرّاء ، سواءاً المواقع الاخبارية أو الرياضية او الاقتصادية وغيرها…لابد من وجود جدول زمني منتظم لرفع الأخبار الجديدة والمقالات بصفة دورية قدر الإمكان..هذا عصب نجاح أي موقع جدّي يطمح للإنتشار وتقديم الإفادة للزوّار.

ومع ذلك ، فمن الممكن أن يكون الموقع حديث النشأة ، ويعانى بطئاً في التحديث ، أو قلة في المحتوى…هذا متوقّع ويتقبّله القارئ بصدر رحب ..ولكن أن يمر أسبوع بدون اضافة أي تحديث جديد ؛ فهذا يعنى عدم الجدّية وأنه لايستحق المتابعة.

الخطأ الثالث : الخروج عن السياق

هذه النقطة من أكثر مايثير استياء القارئ ، ويجعله يعتبر أن الموقع يستخف بعقله بشكل أو بآخر…أشهرها كمثال – من وجهة نظري – ماقام به الموقع التقني ” عرب كرنش ” من خطوة أثارت عاصفة من التساؤلات ، عندما خرج عن سياقه التقني ، وفاجأ جميع القرّاء بعنوان عجيب :

” عرب كرنش تتلقى تهديدات بالقتل والإغتصاب ضد فريقها “

والحقيقة أن مثل هذه العناوين يتلقاها القارئ بردود فعل مختلفة  ، ولكن أكثرهم يعتبرها استخفافاً صريحاً بعقله…ما معنى ان اكون متابعاً لموقع تقني ينشر آخر التطبيقات وأخبار التكنولوجيا الحديثة وأجهزة الجوّال ، ثم أفاجئ أن محتوى الموقع تحوّل بغتة الى الأحداث السياسية والامنية والاستخباراتيه وتهديدات صريحة بالقتل والاغتصاب ؟! ..هذه من وجهة نظري سقطة لا تغتفر مطلقاً ، قد يتلقفها بعض القراء بالتندر والسخرية ، والبعض الآخر بالمقاطعة الكاملة..ولكن من الصعب جداً أن تثير اهتمامهم أو تدعوهم الى التصديق بهذه الأساليب.

الخطأ الرابع : محتوى غير مفهوم

الواقع أنني أعرف عدداً من المواقع التقنية العربية ، أشعر أحياناً انها صُممت خصيصاً لإثارة غيظ الزوّار   ، وأن مجرّد فهم موضوع واحد بشكل مترابط ومنسق يعد انجازاً كبيراً للقارئ…والمشكلة أن هذه المواقع تعتمد على هذا الأسلوب ظنّاً منهم أن التعقيد في عرض هذه المواضيع بهذا الشكل ، يمنحهم مظهراً بأنهم شديدو التخصص والمهنية والعمق…وهذا خطأ طبعاً !!

القارئ المهتم بالتقنية والتكنولوجيا ، ليس من الضرورة ان يكون حاصلاً على الماجستير في تكنولوجيا المعلومات اذا كنت تفهم قصدي ..بالتأكيد هو يريد أن يفهم أكثر ، ويتعرّف على تفاصيل أكبر بشكل مبسّط خالٍ تماماً من التعقيد ، والدخول في متاهة من التفاصيل…وربما تندهش أنك إذا رجعت الى مصدر الخبر الأجنبي الذي تم النقل منه ، فغالبا ما تجد أن التفاصيل أوضح وأبسط بكثير من الموجودة في المصدر العربي !

الخطأ الأخير هو تقديم مواضيع طويلة بشكل مبالغ فيه ..أتمنى ألا يكون هذا خطأ أمارسه الآن !..ولكن إذا كان لب الموضوع تقني بحت ، ولا يحتمل الإستطراد  ، فلربما اعتقد القارئ أن هذا الموقع ثرثاراً أكثر مما يجب ، ويحتاج إلى أوقات معيّنة من التفرغ لقراءته ؛ وبالتالى يفقد مصداقيته تدريجياً.

الحقيقة أن الإشارة للأخطاء التى ترتكبها المواقع التقنية ، هو الحل الوحيد – من وجهة نظري  - لتجنبها فى أوقات لاحقة…فقط أتمنّى ألا أقع أنا شخصياً في هذه الأخطاء لأن منظري سيبدو مؤسفاً وقتها !

المصدر

شاركني رأيك ؟


ليست هناك تعليقات